الأحد، 11 ديسمبر 2016

العمل التطوعي


أصبحَ العملُ التطوعي ركيزةً أساسيةً في بناءِ المجتمع، ويُعَدُ العملُ التطوعي مُمارسةً إنسانية ارتَبطت ارتباطًا وثيقًا بالخير. ويُعَرَّفُ التطوع بأنهُ الجهد والعون الذي يبذلهُ الفرد أو المؤسسةِ الخيرية دون مقابلٍ معنوي أو مادي لخدمة المجتمع والنهوضِ به، فَلذلكَ عُيِّنَ اليومُ الخامس مِنْ ديسمبر يومًا عالميًا  للعمل التطوعي .


ونظرًا لبالغ أهمية العمل التطوعي فهو يُبين الصورة الإنسانية في المجتمع ويُحققُ مفهوم التنمية الإجتماعية، ويكتسبُ المتطوعون شعور الإنتماء للمجتمع وتحملُ المسؤلياتَ التي تَسهُم في تَلبيَّةِ الإحتياجاتَ الإجتماعية والإستفادةُ مِنَ الكوادرِ البشرية المؤهلة وتسخيرها للخدمةِ لأجلِ مجتمعٍ أفضل. ومِنْ بابِ أهمية العمل التطوعي يتطوعُ العديدَ مِنْ الأشخاصِ بهدفِ بناء أواصِرَ التعاون بينَ المتطوعين والإستفادةُ من مهارات وطاقات الشباب لتعزيزِ روح التعاونَ لديهم، بالإضافة إلىٰ تفعيل مفهوم العمل التطوعي.ومِنَ البديهي أنَ كُل مُهِم يدفعنا لتعزيزِ أهميته، فمن أهم دوافعَ العمل التطوعي الإيثار، فالإنسان لابُدَ أن يكون لديه حُب الإيثار، ويفرضُ الوازع الديني العمل التطوعي علىٰ المُسلمين، و مِنَ الدوافعِ الإجتماعيةِ التعرفَ علىٰ العديدِ مِن الأشخاص، قالَ تعالىٰ : ﴿ فَمَّنْ تَطَوَعَ خَيراً فَهُوَ خَيراً لَهْ ﴾ البقرة/١٨٤ .


حيثُ يُأثِّر تأثيرًا إيجابيًا علىٰ المجتمع لِنرتقي به، فالمتطوع يكسب الأجر ويتماسكُ المجتمع وقد يصبحَ التكافل والتعاون نواةُ العملِ التطوعي، و ينمي التطوع لدىٰ الفرد تنمية الحِسَ الإجتماعي وبالتالي يتعلمُ الفرد العطاءَ ومهاراتٌ جديدة أو تنميةِ مهاراتٍ سابقة، وقد تبينَ أنَ أغلبَ المتطوعين يشعرونَ بالرِضا عنْ أنفُسِهم لأنهم يقومونَ بتأديةِ دور إيجابي في المُجتمع.


 وتُفيدُ بعضَ الدراسات في علمِ النفسْ علىٰ أنَ العملَ التطوعي يُخَفِفُ مِنَ الإكتِئابِ والشعورُ بالفشلِ إثرَ مُمارسةِ العملُ التطوعي كَعمَلٍ إنساني.و ترتبطُ مُعوقاتُ العملُ التطوعي إرتباطًا وثيقًا بإعتقاد البعض أنَ التطوعَ مضيعةٌ للوقتِ والجُهد وقد يتعارضَ وقتُ التطوع للفرد مع العمل أو الدراسة ويسعىٰ العديدُ وراء الرزقَ الذي لا ينهلُ منَ  الأعمالِ التطوعِيَّة، ومازالت شريحةٌ من المجتمع تجهلُ بأهميةِ العمل التطوعي مما يعيقُ تطور وازدهارُ الحركة التطوعية في المجتمع.


ولا بُد من تواجد عوامل لِتسمو بالعملِ التطوعي فقد تُساعدُ الدقة في اختيار المُتَطوع إلىٰ نجاحِ المؤسسة، ذلك وبالإضافة إلىٰ وُضوح العمل وماهيةَ التطوع أمام المُتطوع وأنْ يلِمَّ بِأهداف وبرامِج المؤسسة، والإحترامَ المُتبادل يوطدُ العلاقة بين المتطوعين والمؤسسة، ولِكي يكونَ العمل التطوعي ذو تأثيرٍ قويْ يُشتَرطُ أنْ يقومَ علىٰ أساسِ الوِدّ المعنوي وارتباطُ قيمة العمل بِغايتهِ المعنوية.


وفي قالب المُستقبل تسهُمُ المؤسساتُ وَتديرُ آلية التطوير، فمِن المعتقداتِ التي تبَيَّنت لنا صِحَتها هي تنشِأةُ الأبناء تنشِأةً سليمة وغرسُ روح العمل الجماعي في أنفُسِهُم وأنْ تضُمَّ البرامجُ الدراسية مفاهيمَ العمل وأهميته ودعم المؤسساتَ ماديًا ومعنويًا والعملُ بِما توصلَ إليهِ عُلماء النفس أنهُ يُسهِمُ العمل التطوعي بنسبة عالية في المُعالجة النفسية.


فلا بُد مِنْ تكاتُفِ وتضامُن المُجتمع في تقوية أواصرَ المُتطوعون والمُجتمع، وحثُّ أبناءَ اليوم علىٰ عملِ الخير، فتطوعي فخرًا لِأُمتي.  

ليست هناك تعليقات: