الأحد، 11 ديسمبر 2016

النظرة الكونية

إنَّ مسألـةَ الإدرآكْ لِهَذآ العَآلَـمْ والأشخَآصْ مِنْ حَولِنَـا يَحتَـآجُ لِتَكوِينِ نَظرةً كَونِيَّةْ, فَرؤيَةُ العآلَـمَ تُشِيرْ إلىٰ طَرِيقَةِ الإحسآسِ وَفهمُ العَآلَـمَ بِأكمَلِهِ وَنظرةَ الفَردُ لِلكونِ، إذْ أنَّهآ تُمَثِّلُ الإطآرَ الذِّي يَقُومُ مِنْ خِلآلهِ الفَردُ بِرُؤية وَتَفسِيرْ العَآلَـمَ المُحِيطْ وَالتَفآعُلُ مَعهْ.

فَالنَظرَةُ الكُونِيَّةْ تَقُومُ علىٰ دِرآسَةِ مَجمُوعَةَ أفكَآرٍ يَعتَنِقُهَآ أحدُ أفرَآد المُجتَمَع عَنْ ذآتِهِ وَعَنِ الآخَرِينَ وَالعَآلَـمْ، مِمَآ يَعنِي تَحدِيد هَذهِ الأفكَارْ دَآخِلَ إطآرٍ ثَقآفِي يَنمِ عَنِ الوَعيّ, فَالإنْسآن يَمرّ بِأحدآثٍ وَمَوآقِفُ عِدَّة كَفِيلَةً بِأنْ تُكسِبَ الفَرد خُبرَة وَمِنَ الطَبِيعِي أنْ تُأثِّرَ علىٰ الفَردِ وتَكونُ شَريكَة فِي تَكوينِ نَظرتهِ الكُونِيَّة وَقَضآياهْ.

حيثُ تقُومُ النَّظرةُ الكَونِيَّة علىٰ مِحورآن، فالأول: إدْرَآكُ الذَّآتَ بِكُلِ المُقَوِّمَآتِ الفِيزيقِيَّةِ وَالذِّهنِيَّةِ وَالعآطِفِيَّة وَعِلآقاتهَا مَعَ الآخرِين. أمَّآ المُحورُ الثآنِي: نَظرةُ الشخَص لِنَفسِهِ مَعَ الإحسآس بِكَونهِ يُؤلِفُ كَيآنًا مُتَمَيزًا، قآئِمًا بِذآتِهْ.

فَهذهِ النَظرَةُ تَحوِي الإهتِمآمَآت الفَردِيَّة، الأفكآر، التَصورَات، وأسلوبُ التَعبِيرِعَنِ الرَأي بالإضآفِةِ إلىٰ مَنهَجِيَّةِ تَفسِيرِ الظَوآهِر، فَكُل حَدثٍ سَيِّء أو جَيِّد سَيتركُ أثرًا فِي شَخصيِّةِ الفَردْ.

وَلآ نَستَغفِلُ عَنْ كَونِ الشَخصِيَّةِ وَمُقَوِّمَآتُهَا تَتَخِذُ المَجَآلَ الأكبَرَ فِي الرؤيَةِ الكُونِيَّةِ التِّي هِيَّ جِزءٌ مِنَ الشَخصِيَّةِ, فَاختِلآفُ الأعمآرُ والثَقآفَةِ وَالدِيآنَةِ وَالمُستوىٰ التَعلِيمِي كُلُّ هذهِ كَفِيلةٌ بِأنْ تَخلقَ نَظرَةً كَونِيَّةً مُختَلِفَةً عَمَّنْ هُمُ خِلآفُ ذَلِكْ، بالإضَافَةِ لِلخُبْرَةِ وَالتَجرُبَة وَالصحةِ النَفسِيَّةْ.

وَبِالذِكرِ فَإنَّ آرآءَ الآخَرِينَ وَتَجآرِبَهُم تُضِيفُ لِنظرَتَنَا الكَونِيَّةَ شَيئًا مِنَ الخُبرَةِ، فَالمَعرِفَة تُكَوِّنُ رُؤيَةً كَونِيَّةً لآ تَشُوبُهَآ شآئِبَةً أمرًا يَحتآجُ إلىٰ وَعيٍّ وَقَدرٍعَآلٍ مِنَ الثَقَآفَةِ. فَكُلُ فَرد يَملُكُ نَظرَةً كَونِيَّةْ.



ليست هناك تعليقات: